إدارة المخاطر
يواجه قطاع الاتصالات تحديات كبيرة، تتمثل أساساً في انخفاض الطلب على خدمات الصوت بالتوازي مع الزيادة الكبيرة في استهلاك البيانات، وهو التوجه الذي تسارعت وتيرته بسبب الجائحة الأخيرة. هذه التحولات الرقمية السريعة المدفوعة بالتقنيات المبتكرة ترسي مفهوماً جديداً لنماذج الإيرادات التقليدية وتستدعي الابتكار السريع من مزودي خدمات الاتصالات.
في سوق مشبع بشكل متزايد، يصبح التميز من خلال تقديم خدمات استثنائية أمراً بالغ الأهمية. وفي الوقت نفسه، لا يمكن التغاضي عن الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية واعتماد بروتوكولات صارمة لحماية البيانات والامتثال للأُطر التنظيمية، وهي أمور ضرورية وحتمية. ويتعيّن على شركات الاتصالات مواكبة هذا التحوّل من خلال التكيّف السريع وتوسيع باقات خدماتها وتقديم تجارب عملاء سلسة لضمان تحقيق ميزة تنافسية مستدامة. وتعتبر إدارة المخاطر في stc جزءاً لا يتجزأ من إطارها الاستراتيجي، حيث تؤثر في تخطيط الأعمال وتقييم الأداء وتقوم بدمج اعتبارات المخاطر في عمليات اتخاذ القرارات الحاسمة لتعزيز التأثير.
حوكمة إدارة المخاطر المؤسسية
يضمن مجلس الإدارة الحفاظ على أعلى معايير الحوكمة المؤسسية من خلال مراجعة أفضل ممارسات تطوير الحوكمة بانتظام والتأكد من اعتمادها بشكل صحيح. ونتيجة لذلك، قام مجلس الإدارة بإنشاء لجنة المخاطر التابعة له والتي تلعب دوراً رئيسياً في الإشراف على تنفيذ إطار إدارة المخاطر المؤسسية واستراتيجية المخاطر والسياسات ذات الصلة بإدارة المخاطر، بالإضافة إلى مراقبة نظام إدارة المخاطر في stc، ومراجعة المخاطر الرئيسية، وإدارة تلك المخاطر.
وبالتالي، فإن وظيفة إدارة المخاطر مستقلة ومنفصلة عن مجموعات وقطاعات الأعمال في stc، حيث أكملت أولى مراحل تدابيرها هذا العام وفقاً لاستراتيجية المخاطر المعتمدة من المجلس لتعزيز الممارسات الحالية ورفع مستوى النضج.
إطار إدارة المخاطر المؤسسية
يوفر إطار إدارة المخاطر المؤسسية مبادئ توجيهية لإدارة مخاطر الأعمال بصورة استباقية، وذلك من خلال نظام شامل وديناميكي مصمم لتحديد المخاطر وتقييمها وترتيب أولوياتها والتخفيف من حدتها بفعالية عبر العمليات المختلفة في stc. وتعتمد stc بشكل رئيسي على نهج إدارة المخاطر المؤسسية، مما يسمح باتباع رؤية شاملة وإجراء مقارنات فعالة لدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية. ويُعد التقييم الربع سنوي للمخاطر جزءاً جوهرياً من هذا النهج. كما يوضح إطار العمل الأدوار والمسؤوليات ويحدد عملية متكاملة ومتناسقة من البداية إلى النهاية لتحديد المخاطر وإدارتها.
ويخضع نهج stc للتحسين المستمر، مما يمكّن من رصد المخاطر بشكل أكثر ديناميكية، ونمذجة الارتباطات فيما بينها والاستفادة من البيانات لتعزيز الرؤية والاستجابة للمخاطر. ويؤكد حصولنا على شهادة ISO 31000 التزامنا بالممارسات الرائدة في هذا المجال. كما تم وضع منهجية موحّدة لتقييم المخاطر، بهدف توفير السياق وضمان الاتساق في الإبلاغ وتقييم المخاطر. وفي نهاية المطاف، تدمج مخرجات هذه العملية لتحديد أبرز المخاطر وحالات عدم اليقين التي قد تواجه stc.
يحدد إطار إدارة المخاطر المؤسسية لدينا بوضوح الأدوار والمسؤوليات، مما يؤدي إلى عملية متسقة وشاملة لتحديد المخاطر وإدارتها، وهو مضمن في جميع أنحاء المجموعة لأن هذا يسمح لنا باتخاذ نهج شامل وإجراء مقارنات ذات معنى. بالإضافة إلى ذلك، يتم تحسين نهجنا بشكل مستمر، مما يتيح اكتشافاً أكثر ديناميكية للمخاطر، ونمذجة الترابط بين المخاطر، والاستخدام القوي المتزايد للبيانات، وكلها تعمل على تحسين رؤية المخاطر لدينا واستجاباتنا. لقد تم تصميم وتنفيذ منهجية قياسية لتسجيل المخاطر لتوفير السياق وضمان الاتساق في إعداد التقارير وتقييم المخاطر. يتم بعد ذلك توحيد مخرجات هذه العملية لتحديد المخاطر والتحديات الرئيسية التي تواجه المجموعة، مما يتيح تطوير الاستجابات المناسبة وتنفيذها.
تعتبر إدارة المخاطر الناشئة جزءاً من عملية تقييم المخاطر ويتم تحديدها من خلال مسح الأفق والحوار المستمر مع فريق الإدارة التنفيذية ومواكبة تغيرات السوق والصناعة. يتم تقديم ملخص للمخاطر الناشئة التي تم تحديدها من خلال هذه العملية إلى لجنة المخاطر التابعة لمجلس الإدارة ومجلس الإدارة لتقييمها، وتستمر مراقبة هذه المخاطر كجزء من عمليات إدارة المخاطر المستمرة لدينا. تشمل أمثلة المخاطر الناشئة التي يتم رصدها التغييرات التنظيمية البيئية والاجتماعية والحوكمة، والابتكار التكنولوجي، ولتعطيل الأعمال.
أبرز إنجازات إدارة المخاطر
خلال العام الماضي، حققت stc إنجازات مهمة في مسيرتها نحو التميّز في إدارة المخاطر، ما عزّز مكانتها كمنظومة تتسم بالرؤية المستقبلية والمرونة. كان من بين أبرز هذه الإنجازات إجراء مراجعة شاملة وإعادة تقييم لشهية المخاطر الخاصة بها، لضمان مواءمتها مع الأولويات الاستراتيجية المتغيرة، وتأسيس قاعدة قوية لتنظيم الأنشطة المرتبطة بتحمل المخاطر، ما أتاح اتخاذ قرارات أكثر وعياً وتوازناً على مختلف المستويات.
ولتدعيم الرقابة على المخاطر، أدخلت stc مؤشرات مراقبة آلية تشمل جميع المخاطر الرئيسة، حيث تزوّد هذه الآلية المتقدمة stc برؤية فورية لوضع المخاطر، مما يمكّنها من التنبؤ بالتهديدات المحتملة والاستجابة بشكل استباقي للتحديات الناشئة. وبالإضافة إلى ذلك، حصلت stc على شهادتي ISO 31000 في إدارة المخاطر المؤسسية وISO 27001 في أمن المعلومات، مما يؤكد التزامها بأفضل الممارسات العالمية وحرصها على تطبيق أعلى معايير الحوكمة والأمن.
وانطلاقاً من إدراكها لأهمية ثقافة المخاطر القوية، نظّمت stc سلسلة واسعة من الجلسات التدريبية وفعاليات التوعية على مستوى المؤسسة. وقد أسهمت هذه المبادرات في تعميق فهم مبادئ إدارة المخاطر وعادت بفوائد ملموسة على العمليات الداخلية، من خلال تعزيز التعاون وتحمل المسؤولية.
وأخيراً، واصلت stc تركيزها على توسيع نطاق تغطية المخاطر، لضمان استيعاب شامل لجميع جوانب التعرض للمخاطر في عملياتها. كما بُذلت جهود حثيثة لتعزيز الضوابط القائمة وتنفيذ استراتيجيات قوية للحد من المخاطر بهدف تعزيز حماية المنظمة ضد بيئة المخاطر المتزايدة التعقيد والديناميكية. تعكس هذه الإنجازات مجتمعة التزام شركة stc الشديد بحماية مستقبلها مع دفع عجلة النمو المستدام.
وكان الإنجاز المحوري لهذه الفترة هو الإطلاق الناجح لنظام إدارة المخاطر. تم تصميم هذه القفزة التكنولوجية لأتمتة وتبسيط عملية إدارة المخاطر بأكملها، ولقد قام النظام بتحسين إجراءاتنا لتحديد المخاطر وتقييمها والتخفيف من حدتها، مما أدى إلى تعزيز كفاءة ودقة هذه العمليات بشكل ملحوظ. وبمساعدة تكنولوجيا الأتمتة المتقدمة، أصبحنا الآن جاهزين لمعالجة المخاطر الحالية والناشئة بسرعة وسن استراتيجيات تخفيف فعالة، مما يعزز قدرتنا على الصمود في مواجهة المخاطر بشكل كبير.
وفي سعينا الدؤوب لتحقيق التميز، حققت stc تقدماً كبيراً في تعزيز آليات الرقابة وتعزيز أساليب تخفيف المخاطر. على مدى العام الماضي، تم توجيه جهودنا المتضافرة نحو تحسين إطار إدارة المخاطر لدينا، وتعزيز الضوابط الداخلية، وضمان قوة خطط تقليل أثر المخاطر للمجموعة. ومن خلال المواءمة الدقيقة لضوابطنا مع اتباع أفضل ممارسات الصناعة والمعايير التنظيمية، لم نقم بتحصين مؤسستنا فحسب، بل قمنا أيضاً بتمكينها من متابعة أهدافنا الاستراتيجية بثقة ودقة.
